تنحدر سلاله اليهود او اول من عرفوا باليهود من اسحاق
ابن ابراهيم
وكان اول دخولهم مصر
من خلال يوسف
!
المدة بين سيدنا ابراهيم وسيدنا يوسف :-
من الواضح أن المدة بين سيدنا "إبراهيم" وسيدنا "يوسف" قريبة جدا فسيدنا "يوسف" هو :-
"يوسف"
بن "يعقوب" بن "إسحاق" بن "إبراهيم" أي أن سيدنا "إبراهيم" هو الجد الثاني
له تزوج سيدنا "إبراهيم" بالسيدة "هاجر" ثم مكث فترة ( 13 سنة ) بالتقريب
ورزق "بإسحاق" من السيدة "سارة" . أي بعد مغادرته لمصر بحوالي ( 14 سنة )
تقريبا .
جاء في القرآن سورة هود أية(72:69) وَلَقَدْ جَاءَتْ
رُسُلُنَا إِبْرَاهيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا
لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ
تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ
تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ
فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ
يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا
بَعلي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * وفى التوراة سفر التكوين
الإصحاح السابع عشر(15) وقال الله لإبراهيم ساراى امرأتك لا تدعو اسمها
ساراى بل اسمها سارة ، وأباركها وأعطيك أيضا منها ابنا أباركه فتكون أمما
وملوك شعوب منها يكونون ، فسقط إبراهيم على وجهه وضحك وقال في قلبه هل
يولد لابن مائة سنة وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة *
أيضا تكوين
الإصحاح الخامس والعشرين(19) وهذه مواليد إسحاق بن إبراهيم ، ولد إبراهيم
إسحاق وكان إسحاق ابن أربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجة وصلى إسحاق إلى الرب
لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا فاستجاب له الرب فحبلت وتزاحم الولدان في
بطنها فخرج الأول أحمر كله كفروة شعر فدعوا اسمه عيسو . وبعد ذلك خرج أخوه
ويده قابضة بعقب عيسو فدعى يعقوب وكان إسحاق ابن ستين سنة لما ولدتهما *
ونجد
سيدنا "يعقوب" رزق بسيدنا "يوسف" بعد أن رزق قبله بأحد عشر ولدا ، جاء في
القرآن سورة يوسف أية(4) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي
رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ
لِي سَاجِدِينَ* وفى التوراة تكوين الإصحاح السابع والثلاثون(9) ثم حلم
أيضا حلما آخر وقصة على اخوته فقال إني قد حلمت حلما أيضا إذا الشمس
والقمر وأحد عشر كوكبا ساجدة لي *
ذكر في القرآن سورة يوسف آية(19)
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ
يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عليمٌ بِمَا
يَعْمَلُونَ *
أي كان غلاما وسن الغلام من عشرة إلى أربع عشرة سنة ،
أيضا في سورة يوسف أية(22) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً
وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ * أي بلغ الفتوة ، وسن الفتوة
من سبعة عشر عاما إلى واحد وعشرين عاما تقريبا .
كذلك في أية(34:33)
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ
وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ
الجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العليمُ *
وأيضاً في الآية(42) وَقَالَ
لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ
فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ في السِّجْنِ بِضْعَ
سِنِينَ *
أيضاً في الآية(56:54) وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ
أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ اليَوْمَ
لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ
إِنِّي حَفيظٌ عليمٌ * وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ في الأَرْضِ
يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ
وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِين *
وفى الكتاب المقدس الإصحاح السابع
والثلاثين(1) وسكن يعقوب في أرض غربة أبيه في أرض كنعان (2) وهذه مواليد
يعقوب . يوسف إذا كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع أخوته الغنم وهو غلام
عند بنى بلهه *
وفى الإصحاح التاسع والثلاثون(7) وحدث بعد هذه الأمور
أن امرأة سيده رفعت إلى يوسف وقالت : اضطجع معي (
فأبى وقال لامرأة سيده
: هذا سيدي ، لا يعرف معي ما في البيت، وكل ماله قد دفعه إلى يدي (9) ليس
هو في البيت أعظم منى *
ثم في(19) فكان لما سمع سيده كلام امرأته الذي
كلمته به قائله بحسب هذا الكلام صنع بي عبدك أن غضبه حمى (20) فأخذ يوسف
سيده ووضعه في بيت السجن المكان الذي كان أسرى الملك محبوسين فيه وكان
هناك في بيت السجن *
وفى الإصحاح الحادي والأربعون(46) وكان يوسف ابن ثلاثين سنة لما وقف قدام ملك مصر *
وعلى
حساب التوراة تكون الفترة الزمنية بين نزول سيدنا "إبراهيم" مصر وبين
تفسير سيدنا "يوسف" لرؤيا الملك سنجدها ( 114 سنة ) بعد مغادرة سيدنا
"إبراهيم" لمصر وإنجابه لسيدنا "إسحاق" الذي أنجب أبنه سيدنا "يعقوب" وهو
ابن ( 60 سنة ) ، وسيدنا"يعقوب" ذهب إلى خاله في بلاد حاران وعمره تقريبا
( 15 سنة ) وعمل ( 14 سنة ) وأنجب في ( 11 سنه ) سيكون المجموع ( 14 + 60
+ 15 + 14 + 11 = 114 سنة ) وإضافة ضياع سيدنا "يوسف" وهو ابن ( 17 سنه )
في مصر وإضافة حياته في بيت "العزيز" ( 13 سنه ) وسجنه ( 9 سنوات )
يكون
المجموع ( 114 + 17 + 13 + 9 = 153 سنه ) تقريبا بين نزول سيدنا "إبراهيم"
لمصر وتفسير سيدنا "يوسف" لرؤيا الملك والقرآن الكريم لم يحدد تواريخ ولكن
قال ولبث في السجن بضع سنين ، ولما بلغ أشده ، والأشد من ( 15 : 40 سنه )
تقريبا وقال الوارد يا بشراي هذا غلام . وسن الغلام من ( 7 : 15 سنه ) أي
خرج من السجن تقريبا في سن ما بين( 25 : 28 سنة ) ، ولم يذكر في القرآن
الكريم أية تواريخ تقطع بالمدة الحقيقية بين سيدنا "إسحاق" وسيدنا "يعقوب"
.
لكن بهذه الحسبة تكون المدة متقاربة ويشترك القرآن الكريم مع التوراة في إبراز هذه المدة الزمنية المتقاربة .
وبالتالي
عندما نعود إلى التاريخ ونقارن بين ظروف الملوك عن طريق أثارهم كي نتأكد
من المسافة بينهما ، فالمعروف أن سيدنا "يوسف" كانت رؤياه كما ذكرت في
القرآن سورة يوسف الآية(46) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِيقُ أَفْتِنَا في
سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ
سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعلى أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ *
وبعد تصديق الملك لفتوى سيدنا "يوسف" ، قال
تعالى في سورة يوسف أية(54) وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ
أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ اليَوْمَ
لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ * فقد جعل الملك سيدنا "يوسف" على خزائن الأرض .
قال
تعالى سورة يوسف أية(56:55) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ
إِنِّي حَفيظٌ عليمٌ * وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ في الأَرْضِ
يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ
وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ *
أي أن الملك في هذا الزمان آمن
بـ "يوسف" ورب "يوسف" ، ووحد الله ؛ فجعل سيدنا "يوسف" بمثابة وزير اقتصاد
في هذا الزمان والآثار والتاريخ يشهدان على ذلك ويؤكدانه ، فإذا رجعنا إلى
آثار وتاريخ مصر وبحثنا عن دلائل التوحيد سنجد ملك مصر الذي أطلقوا عليه
"أمنحتب" الرابع "إخناتون" ( نفر خبرو رع وع إن رع هذا الشكل
الذي هو "رجا دربن" طبقا لترجمتي ) والذي تولى الحكم شريكا لأبيه ولكن منذ
أن أصبح له شئ في الأمر بدأ يفكر في الدعوة إلى عبادة التوحيد متمثلة في
الشمس كما رآها العلماء ولكن حقيقة الأمر هي ما وراء الشمس وهو الله، ونجد
أنه في السنة الرابعة من حكمه قد ترك مدينة طيبة العاصمة الرسمية للدولة
المصرية القديمة وأسس مدينته المشهورة في تل العمارنة بالمنيا ونجدة أيضاً
اهتم في بناء مدينته الجديدة بإنشاء ما يطلقون عليها "الصومعة" أي مخازن
الغلال و قد اتجه لعبادته الجديدة وعلى هذا نجد رسوماته على الجدران قبل
عبادة الله بصورة مختلفة عما كانت عليه بعد ذلك فقد كان يظهر قوياً شامخاً
متكبراً وبعد عبادته الله تواضع تواضعاً شديداً وظهرت رسوماته ونقوشه التي
كانت لا تبالغ في وصفه فظهر من خلالها مترهل الجسد وكرشه واضح على غير
عادة الفن المصري القديم ، ولكن "فرعون" كان في مظهره الحقيقي لا ينظر إلى
وجهه لقباحته وهذه صورة لوجه"فرعون"
محنطة وفيه تظهر ملامح وجهه تقريبا والصورة خير دليل على قباحته فأنا لا
أتكلم من وحي خيالي ، ولكن إن نظرنا إلى رسوماته نجدها كانت تصوره جميل
المنظر عظيم الهيبة على غير حقيقته والمقارنة بين موميائه وأثاره تشهد
عليه .
تابع