الفرسان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر من فضللك سجل معانا في منتديات الفرسان الاسلامية
الفرسان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر من فضللك سجل معانا في منتديات الفرسان الاسلامية
الفرسان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفرسان


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قادش..مدينة الحرب والسلام!!

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ouzores
شخصية مهمة
شخصية مهمة
ouzores


ذكر
المشاركات : 2073
العمر : 45
مزاج : قادش..مدينة الحرب والسلام!! 2810
وسام التميز : قادش..مدينة الحرب والسلام!! W4
رقم العضوية : 43
هوايتي : قادش..مدينة الحرب والسلام!! Chess111
السٌّمعَة : 51
نقاط : 157
تاريخ التسجيل : 20/02/2008

قادش..مدينة الحرب والسلام!! Empty
مُساهمةموضوع: قادش..مدينة الحرب والسلام!!   قادش..مدينة الحرب والسلام!! Emptyالثلاثاء مارس 04, 2008 3:07 am



  • تستسلم لمحبة نهر العاصي حين تسير على إحدى ضفتيه, بل وتظن, بعد تعارف قصير بينك وبينه, أنه يمد يديه ليعانقك; حين يلتف هنا أو ينثني هناك; وأنه يفسح لك السهول التي زرعها حقول محبة وبساتين ورد, حتى تنطلق مستمتعا بالشدو والشجن. وعلى مدى البصر, في المناطق الحدودية السورية المحاذية للشمال اللبناني, ستتوقف لتقرأ على صفحة مياهه سطورا من التاريخ, وكلمات في الحاضر, وأوراقا عن المستقبل.

    بدأت الرحلة بقراءة بصرية للنقوش والرسوم التي صورت ملحمة (قادش), على جدران المعابد المصرية, وامتدت الخطوات, فإذا نحن على سفر, لنصل قرب الحدود السورية اللبنانية, بمدينة القصير شمال دمشق. وعلى مرمى حجر من الموقع العريق, نتوقف لنقرأ دروس التاريخ, ونحن نستمتع بهبات الجغرافيا.

    السكون المحيط يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة. لكن العاصفة كانت قد هبت قبل 33 قرنا بالتمام والكمال, حين شهدت (قادش) معركة شرسة, قبل أن تهنأ بسلام حقيقي.

    ملوك وأباطرة

    عند وفاة الملكة حتشبسوت, كانت مستعمرات مصر في سورية قد بددتها معارك الاستقلال والانفصال عن المملكة الأم, أو الانضمام والتحالف مع الدولة الميتانية التي مدت سلطانها من مركزها ـ الذي يقع بعد نهر الفرات ـ حتى سواحل سورية على البحر المتوسط, لذلك ما أن تولى تحتمس الثالث الحكم, حتى بدأ منذ العام 1457 قبل الميلاد بلغت سبع عشرة في سورية وحدها, طرد خلالها الميتانيين إلى ما بعد نهر الفرات, مستعيدًا لمصر إمبراطوريتها في العالم القديم, وليسارع ملوك بابل وأشور وخيتا (في آسيا الصغرى) إلى خطب ود المملكة الظافرة, وتوطيد العلاقات الدبلوماسية مع الفرعون المنتصر.

    كان تحتمس الثالث صورة كلاسيكية للفرعون الإمبريالي, الغازي, الذي يرمي لفتح العالم, ولكنه كان أيضا حامي العدالة, ومحقق الأمن, وراعي الشعب. غير أن ابنه الذي دعا إلى دين التوحيد, وغير اسمه من أمنحتب الثالث إلى إخناتون, لم يكن يراعي شئون السياسة الخارجية كوالده, مفضلا عليها الاهتمام بشئون الدعوة الدينية في الداخل. ومن هنا شاءت الأقدار لأباطرة الحيثيين, في مملكة خيتا الكبرى, وهي البقعة التي تحت سلطة تركيا اليوم, أن تعيد اجتياح سورية حتى تصل إلى مدينة (قادش) الحيوية التي كانت حصنا للقوات المصرية, والتي كان تحتمس الثالث كثيرًا ما يفخر بفتحه لها, وهناك, لعب الحكام المحليون دورين مزدوجين, يخاطبون في مراسلاتهم فرعون مصر بأنهم على العهد مقيمين, بينما هم يسهلون للحيثيين انتزاع كل أراضي الإمبراطورية المصرية في آسيا, من جبيل (بيبلوس) إلى أوغاريت, لتصبح ملكا للقوة العظمى الجديدة في الشرق الأدنى القديم; الإمبراطورية الحيثية.

    بعد سنوات يتولى حكمَ مصر الملكُ الشابُ توت عنخ آتون (توت عنخ آمون فيما بعد), لكنه يرحل بشكل مفاجئ بعد تسع سنوات فقط من توليه أمور البلاد, فتقرر الأرملة القوية عنخ إس إن آمون, ألا تتزوج برجل من عامة الشعب, وتراسل الإمبراطور الحيثي سوبيلوليوما, ليرسل أحد أبنائه إلى مصر حتى تتزوجَه وتجلسَه على عرش مصر.

    لكن الملك الحيثي لم يسارع بتنفيذ الطلب الذي أدهشه, وأرسل أحد جواسيسه للتيقن من العرض الغريب. وكان العرض ـ كما وجده الجاسوس ـ حقيقيا. واطمأن الملك, فأرسل أحد أبنائه, لكن آي ـ الذي تولى شئون جنازة توت عنخ آمون ـ كان قد وصل إلى عرش مصر, ولذلك دبر أمر اغتيال الأمير الحيثي بمجرد وصوله البلاد. كانت هذه الجريمة خطأ فادحًا, أغضب الإمبراطور الحيثي, فأغار على ممتلكات مصر في سورية, واستشرى الشر بين الزعيمين, ونمت شجرة الشحناء بين مملكتيهما, وتواتر الشد والجذب في بسط النفوذ على سورية بين المصريين والحيثيين. وقد استمر ذلك العداء 75 عامًا, فلم ينتهِ سوى في عهد الملك رمسيس الثاني.

    كانت لمسة رمسيس الثاني سحرية, فما أن يبدأ التنقيب في الصحراء النوبية حتى يجد الذهب, وما أن يحس رجاله العطش حتى يعثر مندوبوه على الماء في الصحارى القاحلة, يحالفه النجاح في كل أعماله, فيصفه المؤرخون بما يشبه المعجزات: معطي الوظائف العليا لمن يستحقونها, قامع الثورات الصغرى بأسلوب متمكن, موجد الماء لعمال تعدين الذهب, باني المعابد العظيمة, مرمم الآثار الناجح, ولذلك حين أتى على فكرة العودة إلى (قادش) التي فقدها إخناتون وأتباعه, توقع أن تمتد لمسته السحرية إلى أرض إمبراطورية الحيثيين, وبدأ في استعادة المواقع السليبة واحدا بعد الآخر. وفي المقابل شرع الملك الحيثي مواتالليس في استعادة أمورو, وحماية (قادش) وما حولها, وتوجيه ضربة قاسية للفرعون الشاب الطموح, وتوجه مواتالليس إلى الآلهة في خيتا يطلب عونهم, مقسمًا بأنه سوف يغدق عليهم بأثمن العطايا, إذا يسروا له مهمته.

    الحصن والمعركة

    وصلنا بعد 33 قرنا من هذا المشهد المحتدم إلى مدينة (قادش), المطلة على ربوة عالية, فوق لسان أرضي بين نهر العاصي ـ الذي يجري شمالا, ويخترق الجزء الشرقي من المدينة ـ وبين رافد آخر يجري من الغرب ويصب في نهر العاصي نفسه شمال غربي المدينة, كان أهالي المدينة في ذلك الزمن البعيد, قد شقوا قناة صناعية عرضية من ذلك الرافد لتصب في النهر جنوبي المدينة, ولتتحول (قادش) إلى جزيرة محمية يصعب اقتحامها. وكانت المدينة تستمد أهميتها السياسية والاستراتيجية أيضا لكونها متاخمة لإقليم البقاع, لذلك كانت المعبر بين الشمال والجنوب, إلا إذا فضلت الجيوش عبور الساحل الضيق والصعب.

    نجلس عند الرافد الغربي, في المكان الذي نصب فيه رمسيس الثاني وحاشيته, وفرقة آمون المصاحبة له معسكرهم. لقد تصور القائد الشاب آنذاك أن باستطاعته حصار(قادش), خاصة أن رجلين جاءاه زاعمين أنهما انسلخا عن الحيثيين, وأن الإمبراطور قابع في الشمال بمدينة حلب, أي على بعد 120 ميلا من معسكر الفرعون. كان الاطمئنان الخادع قد لف مخيلة الشاب, فاطمأن وجلس على العرش الذهبي, ولكن دورية للكشافين المصريين قبضت على جاسوسين حيثيين اعترفا بأن جيوش أعدائه على بعد ميلين فقط. ولم يكد الملك الشاب يبدأ في وضع خطة للطوارئ حتى ظهرت عربات الحيثيين الحربية عابرة سهل (قادش) نحوه.

    أتأمل مشهد السهل المنبسط; لا شك أن العربات كانت تترى في ذلك الأمس البعيد كالطوفان, وأنها جاءت خلف المشاة الهاربين من فرقة رع الحامية الأمامية, المذعورين أمام عجلات الحيثيين, وسهامهم وعرباتهم, فإذا بهم ينتشرون في السهل مثل الحاصدات اللائى يتفرقن اليوم في هذه السهول الخضراء.

    يجد رمسيس الثاني نفسه وحيدًا وسط فلول جيش مذعور, وخائف, فينادي حامل درعه: قف مكانك واثبت يا حامل درعي; سأواجههم مثل منقار الصقر! وما هي إلا ساعات حتى تنقلب الحال, بعد أن هبت لنجدته جماعة منسية من ساحل أمورو. وتهدد بضراوة عربات الحيثيين والمحاربين الأعداء في خط الهجوم, ويذهل الإمبراطور الحيثي الرابض من مشهد عرباته الفارة, وحين تنضم فرقة بتاح إلى جيش رمسيس الثاني تبدأ فلول فرقة رع تستجمع نفسها أيضا, ويبدأ الجانبان يحسبان خسائرهما.

    في وقت مبكر من صباح اليوم التالي يبادر رمسيس الثاني بالإغارة العنيفة, لكن الحيثيين كان لهم التفوق العددي, وهكذا كان الهجوم غير معزز بما يكفي من عربات, وظل الدفاع يئن بسبب جروحه, ويدرك الفريقان أن الحرب إن استمرت لن تكون نتيجتها سوى المزيد من الخسائر, فينفصل الجيشان, ويكفان عن القتال ترقبا لما يحدث.

    ويرى مواتالليس الحكيم, الذي أفنى أموال خزائنه في التجييش لمعركة(قادش), أن الطرق الدبلوماسية هي خير وسيلة لحل العقدة, وكان هو نفسه قد جرب قبل خمسة عشر عامًا من ذلك التاريخ, فائدة السلام, بعد أن حققه مع الملك سيتي الأول, فيبادر بإرسال وفد للفرعون حاملا مقترحات الصلح, بعد تهنئة رمسيس الثاني على بسالته, ومختتما الرسالة بقوله: إن السلام أفضل من الحرب! ويجمع رمسيس الثاني مستشاريه, ليأخذ رأيهم, فيؤيدونه على إيقاف القتال, دون أن يعطي عهدا بأن يترك (قادش) للأبد.

    وفي العام الحادي والعشرين من حكم رمسيس الثاني (1259 قبل الميلاد), تم إبرام معاهدة سلام بين غريمي (قادش) ليوضع حد لصراع دام قرنا كاملا حول المدينة, تعهدا فيه بوقف القتال نهائيا, وعدم اعتداء طرف على أراضي الآخر, وترسيم الحدود, ولتظل (قادش) مركز الحد الفاصل بين المملكتين. ثم تبني المعاهدة جيلا من الصداقات بين المملكتين تبادل خلالها الزعماء الرسائل والهدايا والسفارات, ومن أشهر الرسائل طلب ملك الحيثيين من رمسيس الثاني أن يرسل له بعض الأطباء المصريين المهرة, مشجعا إياهم بالعطايا حتى يقبلوا السفر إلى طقس مغاير (من مصر إلى الأناضول).

    ذهب تاريخ الحرب, وبقيت صور السلام. فعلى مقربة من (قادش), وفي مدينة القصير تعيش اليوم هذه الثنائية الحية, حيث يصبح المختلفون متآلفين, ويتجسد ذلك السكون الروحي بين المسلمين والمسيحيين, ليس فقط في الجيرة أثناء الحياة, بل وفي الممات أيضا, ويمتد التشابه إلى أسلوب الحياة, والملبس, والعادات, والمجالس, حتى أن الأسماء تتشابه, فأحيانا يسمي المسيحيون أحمد ومحمد, ونادرا ما تجد أسماء تفصح عن هوية دينية, بعد أن تضافرت المعتقدات في محيط متسامح, وقد غسل العاصي ذنوبها.

    كتبه ...اشرف ابو اليذيد
    العربى الكويتى..ابريل 2005
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصراويه
المشرفة العامة للفرسان
المشرفة العامة للفرسان
مصراويه


انثى
المشاركات : 3531
العمر : 39
مزاج : قادش..مدينة الحرب والسلام!! 110
علم بلدي : قادش..مدينة الحرب والسلام!! Male_e10
احترم قوانين المنتدي : قادش..مدينة الحرب والسلام!! 69583210
وسام التميز : قادش..مدينة الحرب والسلام!! W4
رقم العضوية : 1
مهنتي : قادش..مدينة الحرب والسلام!! Collec10
هوايتي : قادش..مدينة الحرب والسلام!! Readin10
اذكار : قادش..مدينة الحرب والسلام!! C13e6510
السٌّمعَة : 24
نقاط : 1554
تاريخ التسجيل : 30/12/2007

قادش..مدينة الحرب والسلام!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قادش..مدينة الحرب والسلام!!   قادش..مدينة الحرب والسلام!! Emptyالأربعاء مارس 05, 2008 5:58 pm

نقل موقف
اوزريس
تسلم الايادي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alfrsan.forumalgerie.net
عاشقةفلسطين
مشرفة متميزة
مشرفة متميزة
عاشقةفلسطين


انثى
المشاركات : 758
العمر : 31
مزاج : قادش..مدينة الحرب والسلام!! Busy10
علم بلدي : قادش..مدينة الحرب والسلام!! Male_p11
وسام التميز : قادش..مدينة الحرب والسلام!! Tmqn3
مهنتي : قادش..مدينة الحرب والسلام!! Studen10
السٌّمعَة : 3
نقاط : 56
تاريخ التسجيل : 14/07/2008

قادش..مدينة الحرب والسلام!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قادش..مدينة الحرب والسلام!!   قادش..مدينة الحرب والسلام!! Emptyالسبت يوليو 19, 2008 8:00 pm

جزاك الله كل خير اخي
با رك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ouzores
شخصية مهمة
شخصية مهمة
ouzores


ذكر
المشاركات : 2073
العمر : 45
مزاج : قادش..مدينة الحرب والسلام!! 2810
وسام التميز : قادش..مدينة الحرب والسلام!! W4
رقم العضوية : 43
هوايتي : قادش..مدينة الحرب والسلام!! Chess111
السٌّمعَة : 51
نقاط : 157
تاريخ التسجيل : 20/02/2008

قادش..مدينة الحرب والسلام!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قادش..مدينة الحرب والسلام!!   قادش..مدينة الحرب والسلام!! Emptyالخميس يوليو 24, 2008 1:49 am

شكرا عاشقة فلسطين لمرورك الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قادش..مدينة الحرب والسلام!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفرسان :: صندوق الدنيا :: التاريخ والسياحة والسفر والجغرفيا-
انتقل الى: