الفرسان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر من فضللك سجل معانا في منتديات الفرسان الاسلامية
الفرسان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر من فضللك سجل معانا في منتديات الفرسان الاسلامية
الفرسان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفرسان


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم:

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ouzores
شخصية مهمة
شخصية مهمة
ouzores


ذكر
المشاركات : 2073
العمر : 45
مزاج : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: 2810
وسام التميز : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: W4
رقم العضوية : 43
هوايتي : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Chess111
السٌّمعَة : 51
نقاط : 157
تاريخ التسجيل : 20/02/2008

حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Empty
مُساهمةموضوع: حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم:   حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Emptyالسبت مايو 03, 2008 3:36 am

حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب
الكريم:


من حق
المسلم أن يرتب المصادر التي يأخذ عنها دينه، وأن يدرك الوضع الصحيح للمحفوظ من
قول النبي عليه الصلاة والسلام وفعله إلى جوار السجل الثابت للوحي الإلهي الذي خصت
به الرسالة الخاتمة.
إن القرآن روح الإسلام ومادته، وفي آياته المحكمة شرع دستوره وبسطت دعوته، وقد
تكفل الله بحفظه فصينت به حقيقة الدين، وكتب لها الخلود أبد الآبدين، والرجل الذي
اصطفاه الله لإبلاغ آياته وحمل رسالاته، كان "قرآنا" حيا يسعى بين
الناس، كان مثالا لما صوّره القرآن من إيمان وإخبات، وسعي وجهاد، وحق وقوة، وفقه
وبيان، فلا جرم أن قوله وفعله وتقريره وأخلاقه وأحكامه، ونواحي حياته كلها تعد
ركناً في الدين، وشريعة للمؤمنين.
إن الله اختاره ليتحدث باسمه ويبلغ عنه، فمن أولى منه بفهم مراد الله فيما قال؟
ومن أولى منه بتحديد المسلك الذي يتواءم مع دلالات القرآن القريبة والبعيدة؟
إن تطبيق القانون لا يقل خطراً عن صياغته، وللقانون نص وروح، وعند علاج الأحداث
المختلفة لتسير وفق القانون العتيد، تجِدُّ فتاوى وتدون نصائح وتحفظ تجارب وعبر،
وتثبت أحكام بعضها أقرب إلى حرفية النص وبعضها أدنى إلى روحه..وهكذا.
والقرآن هو قانون الإسلام، والسنة هي تطبيقه، والمسلم مكلف باحترام هذا التطبيق
تكليفه باحترام القانون نفسه، وقد أعطى الله نبيه حق الاتباع فيما يأمر به وينهى
عنه؛ لأنه -في ذلك- لا يصدر عن نفسه بل عن توجيه ربه، فطاعته هي طاعة الله، وليست
خضوعاً أعمى لواحد من الناس.
قال الله عز وجل: {مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ
اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} وقال: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا
نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} وقال: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا}.
على أن الإلهام الأعلى لا يعطل مواهب الإنسان الراقي، فمن الخطأ أن نتصور المرسلين
أناساً مسخَّرين تنطقهم الملائكة أو تسكتهم، إنهم لو لم يكونوا أنبياء لكانوا
رجالا يُرمقون باحترام، ويُقدَّمون عن جدارة.
إن الوحي لا يصيب الناس اتفاقاً. بل يرشح له أكمل الناس رشداً، وأسبقهم فضلا،
وأنبلهم خلقاً، وأنضجهم رأياً. وسيرة هؤلاء في الحياة ليست مما ينبذ، وكلمهم ليس
مما يُهمل، فكيف إذا تأيدت هذه العراقة بالعصمة، وهذا الذكاء بالتسديد؟
إن السير في ركاب المرسلين هو الخير كله، ومن ثَمَّ كانت سنّة محمد عليه الصلاة
والسلام مصدراً لشريعته مع الكتاب الذي شرفه الله به، وجمهور المسلمين على هذا
الفهم. إلا أن السنن المأثورة عرض لها ما يوجب اليقظة في تلقيها، فليس كل ما ينسب
إلى الرسول عليه الصلاة والسلام سنة تقبل، ولا كل ما صحت نسبته صح فهمه، أو وضع
موضعه!!
والمسلمون لم يؤذَوْا من الأحاديث الموضوعة قدر ما أوذوا من الأحاديث التي أسيء
فهمها واضطربت أوضاعها. حتى جاء أخيراً من ينظر إلى السنن جمعاء نظرة ريبة واتهام،
ويتمنى لو تخلص المسلمون منها.
وهذا خطأ من ناحيتين: إهمال الحقيقة التاريخية أولاً، فإن الدنيا لم تعرف بشراً
أحصيت آثاره، ونقدت بحذر، ومحصت بدقة كما حدث ذلك في آثار محمد بن عبدالله، فكيف
ترمى بعد ذلك في مطارح الإهمال؟ والناحية الأخرى أن في السنة كنوزاً من الحكمة
العالية، لو نسب بعضها إلى أحد من الناس لكان من عظماء المصلحين، فلماذا تضيع على
صاحبها ويحرم الناس خيرها؟؟
عندما درسنا تراث محمد عليه الصلاة والسلام في "الأخلاق" وذاكرنا
أحاديثه التي تربو على الألوف في شتى الفضائل خُيِّل إلينا لو أن جيشاً من علماء
النفس والتربية اجتمع ليسوق للعالم مثل هذا الأدب لعجز، والأخلاق شعبة واحدة من
رسالة محمد عليه الصلاة والسلام الضخمة، إلا أن الاشتغال بالسنة -مع هذا- يجب أن
يحظر على من لم يستجمع الشروط التي تجعل مثل هذا الاشتغال مفيداً للإسلام
والمسلمين.
1- فلا يجوز أن يشتغل بالسنة من لم يدرس علوم القرآن ويضرب فيها بسهم وافر، فإن
القرآن هو الدستور الأصيل للاسلام، وهو الذي يحدد للمسلم بدقة تامة واجباته
وحقوقه، ويرتب التكاليف المنوطة به، ويوزع العبادات على حياته، فلا تطغى عبادة على
أخرى، ولا تطغى كلها على عمله للحياة ومكانه فيها، والمرء الذي يعجز عن تحصيل هذه
الحقائق من القرآن لن يعوضه عن فقدانها شيء آخر، والصورة التي تستقر في نفسه
للاسلام -من غير القرآن- تضطرب فيها النسب والالوان، وربما لحقها اختلاف كبير.
ولذلك حرص أئمة الصحابة على أن يُخلوا الطريق للقرآن الكريم ليحتل مكانته الأولى
في القلوب، وحرصوا على ألا يزاحمه في موضع الصدارة شيء.
روى ابن عبد البر في كتابه (جامع بيان العلم وفضله) بأسانيده التي ذكرها، قال:
عن جابر بن عبدالله بن يسار قال: سمعت علياً يقول: أعزم على كل من كان عنده كتاب
إلا رجع فمحاه، فإنما هلك الناس حيث اتبعوا أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم. وعن
الزهري عن عروة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب
النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك، فأشاروا عليه بأن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله
فيها شهرا. ثم أصبح يوماً، وقد عزم الله له، فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن،
وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله.
وإني-والله-لا أشوب، وفي رواية: "لا أنسي كتاب
الله بشيء أبدا".
وعن ابن سيرين قال: إنما ضل بنو إسرائيل بكتب ورثوها عن آبائهم. ودخل علقمة
والأسود على عبدالله بن مسعود ومعهما صحيفة فيها حديث حسن فقال عبدالله بن مسعود:
يا جارية هاتي بطشت واسكبي فيه ماء، فجعل يمحوها بيده ويقول: نحن نقص عليك أحسن
القصص. فقالا له: انظر فيها حديثاً عجيباً، فجعل يمحوها ويقول: إن هذه القلوب
أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره -كانت الصحيفة تضم طرفاً من علوم أهل
الكتاب-.
وعن عامر الشعبي عن قرظة بن كعب قال: خرجنا نريد العراق، فمشى معنا عمر إلى (صرار)
ثم قال: أتدرون لم مشيت معكم؟ قالوا: نعم نحن أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه
وسلم)، مشيت معنا تريد أن تشيعنا وتكرمنا. فقال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دويّ
بالقرآن كدويّ النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم. جودوا القرآن وأقلوا الرواية
عن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)، امضوا وأنا شريككم. فلما قدم
"قرظة" قالوا: حدثنا، قال: نهانا عمر بن الخطاب.
وعمر وعلي وغيرهما من الأئمة لا يجحدون السنة، ولكنهم يريدون إعطاء القرآن حظه
الأوفر من الحفاوة والإقبال. وذلك هو الترتيب الطبيعي فلا بد من معرفة القانون كله
معرفة سليمة قبل الخوض في شروح وتفاصيل لبعض أجزائه، إذ إن هذه التفاصيل والشروح
لا يحتاج إليها كل أحد، وربما شحنت الأذهان فلم تترك بها فراغاً للأصول اللازمة
والقواعد المهمة.
وخصوصاً لأن الطريقة التي تروى بها الأحاديث تجمع في صعيد واحد ما صدر عن الرسول
عليه الصلاة والسلام متناثراً في أمكنة شتى وأزمنة شتى وملابسات شتى.
عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: ألا يعجبك أبو هريرة؟ جاء يجلس إلى جانب حجرتي
يحدث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، يسمعني وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي
-أنهي صلاتي- ولو أدركته لرددت عليه. إن رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يكن
يسرد الحديث كسردكم..!!
2- ويجيء بعد رسوخ القدم في -فهم القرآن- فهم ما يروى من السنن على وجهه الحق،
فخير لمن يقصر عن فهم السنن أن يحبس لسانه في فمه فلا يقول: قال رسول الله عليه
الصلاة والسلام، ثم يسوق حديثاً لا يعرف ما المقصود منه؟ وإن كان يفهم عبارته
الظاهرة وحدها.
وقد بليت السنة من قديم بمن يحفظ منها الكثير ولا يعي إلا اليسير. وتعجب السيدة
عائشة من أبي هريرة حين جلس يروي، ليس لأنها تتهمه بكذب، بل لأن أسلوب تحديثه يهدر
الملابسات التي قيلت فيها هذه الأحاديث بعدما طويت طياً في سرده الموصول. وقد روى
مسلم في صحيحه أن عمر ضرب أبا هريرة لما سمعه يحدث عن رسول الله عليه الصلاة
والسلام "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" ولعل
عمر فعل ذلك لأنه وجد أبا هريرة، يذكر الحديث لمن لا يعي منه إلا أن الإسلام كلمة
تقال باللسان ولا عمل وراءها ومنع الحديث -ولو صح- إذا أوحى بهذه الجهالة أفضل من
إباحة روايته.
وروى ابن عبد البر عن أبي هريرة نفسه قال: لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر
بن الخطاب لضربني عمر بالدرة!!
وفقه عمر في هذا المنع أنه يريد -كما علمت- بناء المجتمع على تعاليم القرآن وشغل
الأفكار بتدبرها والاستنباط منها، فإذا رويت السنن بعدئذ تلقفتها أذهان نيرة، فلم
تعْدُ بها معناها الصحيح.
يستطيع أبو هريرة -لجودة حفظه- أن يسرد مائة حديث في الصلاة مثلاً، وعمر ربما لا
يرى حرجاً من سرد هذه السنن في مدرسة خاصة، ولكنه يكره أن يشغل جمهور المسلمين
بأمر يكفيهم منه القليل، ثم ينصرفون بعده إلى عمل أجدى على الإسلام وأهله...
وذلك سر تضييقه على الرواة المكثرين!
لقد روى ابن حزم قرابة ألف صفحة من الأحاديث في الوضوء، ولمن شاء أن يتوفر على هذا
اللون من العلم، لكن شغل عامة المسلمين به حمق! فماذا يبقى بعدئذ للقرآن نفسه؟ بل
إن شغل المسلمين بالقرآن على هذا النحو ليس من الدين، قال رسول الله (صلَّى الله
عليه وسلم): "اقرأوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا
تجفوا عنه، ولا تأكلوا به".!!
وإن يكن لهؤلاء الحفاظ فضل فلأنهم حملوا العلم إلى من يحسن الإفادة منه. على نحو
ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "رب حامل فقه
ليس بفقيه، رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" عن أبي يوسف قال: سألني
الأعمش عن مسألة وأنا وهو لا غير. فأجبته، فقال لي: من أين قلت هذا يا يعقوب؟ فقلت
بالحديث الذي حدثتني أنت! ثم حدثته! فقال لي: يا يعقوب، إني لأحفظ هذا الحديث من
قبل أن يجتمع أبواك، ما عرفت تأويله إلا الآن...!!
وقد يبصر أبو يوسف الفقيه ما يغيب عن الأعمش الحافظ، ولكن المحذور ليس في الحفظ
بلا فهم، بل أن يفهم الأمر على غير وجهه..
والترتيب الفني للسنن -كما دونت وتلقيناها- يجعل ما ورد في الإيمان بابا وما ورد
في القضاء بابا.. وهكذا...
ولما كان الإسلام جملة هذه الحقائق، فإن السنة أصبحت كمتجر كبير للملابس وزعت فيه
أنواعها على مختلف الجوانب، هنا أغطية الرأس، وهنا سراويل، وهنا قمصان. وهنا حلل
سابغة..الخ.
والطبيعي أن من يريد كسوة كاملة يمر بهذه الجوانب كلها ليأخذ ما يغطيه من رأسه إلى
قدمه، ولكن يحدث كثيراً أن ترى من يشتري قلنسوتين ويخرج حافياً، أو من يشتري
منديلاً ويخرج عارياً..!
إن هذا مثل طوائف اشتغلت بالسنة، ثم -بعد طول تطواف- خرجت على الناس، وفي يديها من
السنن سواك، وعمامة مقطوعة الذنب اعتبروها شعار الإسلام، وسر ذلك أنهم دخلوا
المعرض الحافل ثم خرجوا منه بعد أن ظنوا الدين كله في حديث أو سنة محدودة، فأساءوا
بذلك إلى القرآن والسنة جميعاً.
3- إن قصر الباع في السنة -على كثرة الاشتغال بها- أضر بتوجيه المسلمين، وأشاع
بينهم طائفة من الأحكام المبتسرة والتقاليد الضيقة، تنبو عنها روح القرآن والسنة
وإن اعتمدت على حديث لم يفهم، أو أثر لم يفقه..
وذلك أن الإسلام -في الشؤون الهامة- جاء بطائفة من الأحكام، ذكرت في الكتاب العزيز
أو وردت على لسان النبي (صلَّى الله عليه وسلم). وهي جميعاً متكاملة يصل بعضها
بعضاً ويوثقه، فإذا ظهر في دليل منها ما يعارض سائر الأدلة، بحث في تأويله حتى يتم
الجمع بينها كلها، أو قبل الأرجح سنداً ورد الآخر.
ولذلك يرى المحققون أن سنن الآحاد ترفض إذا خالفت ظواهر الآي، وعموم النص، أو
خالفت قياساً يعتمد على أحكام القرآن نفسه، وهم يفرقون بين الأحاديث التي يرويها
رجال فقهاء والتي يرويها رجال حفاظ فحسب.
ولنضرب لك مثلا يكشف عما يصيب الأمم من عقم وضياع، نتيجة فهمها الخاطىء لأثر وارد.
كثير من المسلمين يحكمون على المرأة ألا ترى أحداً ولا يراها أحد، وفي المدينة
تسيح النسوة في الطرق يرتدين خياما مغلقة طامسة، بها خرقان من أعلى لإمكان الرؤية،
وقد تختفي هذه الخروق وراء قطع من الزجاج أو الباغة..
وهذا التقليد السائد يعتمد على حديث سمعت إمام الحرم النبوي يردده من فوق المنبر
في خطبة الجمعة، أن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) كره لنسوته أن يرين عبدالله
بن أم مكتوم، فلما احتججن بأنه أعمى لا يراهما! قال لهما: "أفعمياوان أنتما"؟.
وقد استنكرت على الخطيب إيراده لهذا الحديث فإن علماء السنة تكلموا في معناه، ومن
الجهل بالسنة تقريره عند بيان وظيفة المرأة، وأسلوب حياتها، وقواعد اتصالها
بالمجتمع العام، ولم لا نذكر السنن التي رواها البخاري في ذلك وهي أدق وأصح؟؟
أثبت البخاري تحت عنوان "باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال". عن أنس رضي
الله عنه قال: "لما كان يوم أُحُد انهزم الناس عن
النبي قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر و أم سُلَيم وإنهما لمشمرتان أرى خدم
سوقهما تنقلان القِرَب على متونهما -ظهورهما- ثم تفرغانه -الماء-في أفواه القوم،
ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم".
وذكر تحت "باب غزو المرأة في البحر".. سمعت أنساً رضي الله عنه يقول:
دخل رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) على "ابنة ملحان" فاتكأ عندها ثم
ضحك. فقالت: لم تضحك يا رسول الله؟ فقال: ناس من أمتي
يركبون البحر الأخضر في سبيل الله، مثلهم مثل الملوك على الأسرَّة. فقالت:
يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: اللهم
اجعلها منهم، ثم عاد فضحك. فقالت له: مم ذلك! فقال لها مثل ذلك: فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم! قال: أنت من الأولين، ولست من الآخرين. قال أنس: فتزوجت
عبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قرظة، فلما قفلت ركبت دابتها، فوقعت بها فسقطت
عنها فماتت..
مروطاً بين نساء من نساء المدينة . فبقي مرط جيد فقال له بعض من عنده: يا أمير
المؤمنين أعط هذا ابنة رسول الله عليه الصلاة والسلام التي عندك -يريدون أم كلثوم
بنت علي- فقال عمر: أمُ سُلَيط أحق (وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله
عليه الصلاة والسلام) قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم "أحد" أي تخيطها.
وذكر تحت عنوان "باب مداواة النساء الجرحى في الغزو" عن الرُّبَيِّع بنت
مُعَوِّذ قالت: كنا مع النبي عليه الصلاة والسلام نسقي، ونداوي الجرحى، ونرد
القتلى إلى المدينة ...الخ.
ولنفرض أن البخاري لم يرو هذه الأحاديث الصحيحة أفكان حديث العمياوين يسلط على
المجتمع، ويحجر به على النساء في دورهن فلا يخرجن من هذا السجن أبداً؟ إن حكما مثل
هذا لا يعرف من القرآن. بل إن القرآن يجعل هذا الحكم عقوبة للنسوة اللاتي يرتكبن
الفواحش.
{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ
فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا
فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ
اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا}.
لكن المسلمين لما استوعروا سبل التربية المهذبة للذكور والإناث -بسبب انحرافهم عن
القرآن- لجأوا إلى السجن والقصر فكان ما كان.
هجر المسلمون القرآن إلى الأحاديث..
ثم هجروا الأحاديث إلى أقوال الأئمة.
ثم هجروا أقوال الأئمة إلى أسلوب المقلدين..
ثم هجروا المقلدين وتزمتهم إلى الجهال وتخبطهم..
وكان تطور الفكر الإسلامي، على هذا النحو وبالاً على الإسلام وأهله. روى ابن عبد
البر عن الضحاك بن مزاحم "ياتي على الناس زمان
يعلق فيه المصحف حتى يعشش عليه العنكبوت، لا ينتفع بما فيه، وتكون أعمال الناس
بالروايات والأحاديث" وسبيل الرشد في هذه العماية أن نعود إلى القرآن،
فنجعله دعامة حياتنا العقلية والروحية، فإذا وصلنا إلى درجة التشبع منه، نظرنا في
السنة فانتفعنا بحكمة رسول الله عليه الصلاة والسلام وسيرته وعبادته وخلقه وحكمه،
ولا يجوز أن يتكلم في السنة رجل قليل الخبرة بالقرآن، أو قليل الخبرة بالمرويات أو
ضعيف البصر بمواقعها ومناسباتها.



المصدر فقه السيرة

للعلامة الشيخ
محمد الغزالى رحمه الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصراويه
المشرفة العامة للفرسان
المشرفة العامة للفرسان
مصراويه


انثى
المشاركات : 3531
العمر : 39
مزاج : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: 110
علم بلدي : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Male_e10
احترم قوانين المنتدي : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: 69583210
وسام التميز : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: W4
رقم العضوية : 1
مهنتي : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Collec10
هوايتي : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Readin10
اذكار : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: C13e6510
السٌّمعَة : 24
نقاط : 1554
تاريخ التسجيل : 30/12/2007

حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Empty
مُساهمةموضوع: رد: حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم:   حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Emptyالسبت مايو 03, 2008 2:33 pm

موضوع رائع حقا وياريت كل واحد ميفتيش ويكلم كدة وخلاص بغير علم
شكرا اوزريس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alfrsan.forumalgerie.net
ouzores
شخصية مهمة
شخصية مهمة
ouzores


ذكر
المشاركات : 2073
العمر : 45
مزاج : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: 2810
وسام التميز : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: W4
رقم العضوية : 43
هوايتي : حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Chess111
السٌّمعَة : 51
نقاط : 157
تاريخ التسجيل : 20/02/2008

حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Empty
مُساهمةموضوع: رد: حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم:   حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم: Emptyالإثنين مايو 05, 2008 4:28 am

شكرا سفيرة لمرورك

للهم املاء قلوبنا ايمانا وعلما وانفعنا بما علمتنا

اللهم حبب الينا الايمان والقرءان وسنه حبيبك محمد
امين يارب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حق المسلم في معرفة منزلة السنة من الكتاب الكريم:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفرسان :: صندوق الدنيا :: المواضيع العامة الهامة-
انتقل الى: