يهود أمريكا يطلقون حملة ضد رئاسة فاروق حسني لليونسكو

أطلقت واحدة من أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية وأكثرها نفوذا حملة ضد ترشيح وزير الثقافة فاروق حسني لرئاسة منظمة اليونسكو.

ودعت الرئيس حسني مبارك إلى سحب ترشيح فاروق حسني لرئاسة المنظمة الدولية، كما طالبت دول الاتحاد الأوروبي بمعارضة ترشيح الوزير المصري.

ووجهت رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأمريكية، وهي واحدة من أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي الأمريكي، الاثنين خطابا لدول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، يدعو إلى رفض ترشح حسني لمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، مشيرة إلى ما وصفته بـ"معارضته الراسخة للتبادل الثقافي مع إسرائيل، ودعوته إلى حرق الكتب" الإسرائيلية.

وفصّلت المنظمة اليهودية في الخطاب، الذي بعثت به إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ27، فصلت فيه ما قالت إنه "تاريخ العداء الطويل" من جانب وزير الثقافة المصري تجاه إسرائيل، ومن بينها تصريحه العام الماضي الذي قال فيه: "سأحرق الكتب الإسرائيلية بنفسي إذا وجدت أيا منها في مكتبات في مصر"، وهو التصريح الذي تراجع عنه فيما بعد ونشر مؤخرا بيانا عبر فيه عن أسفه لهذه التصريحات.

لكن المنظمة اعتبرت أن اعتذار حسني جاء "متأخرا وسياسيا بشكل واضح... في محاولة لإنقاذ سعيه للوصول للمنصب".

وجاء في الخطاب الذي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخة منه: "إذا استمرت عملية الترشيح فإننا نطالب الدول الأعضاء في اليونسكو إلى التحرك للمحافظة على الغرض الأساسي الذي تأسست اليونسكو من أجله... من خلال اختيار مرشح آخر ليكون مديرا عاما" للمنظمة الدولية.

كما أطلقت المنظمة حملة توقيعات على الإنترنت وإعلانا في صحف نيويورك تايمز الأمريكية وإنترناشونال هيرالد تريبيون، تطالب فيه قيادات منظمة اليونسكو، ومقرها في باريس، بمعارضة ترشيح حسني للمنصب الدولي.

وصدّرت المنظمة في الإعلان تصريح حسني بخط كبير "سأحرق الكتب الإسرائيلية بنفسي إذا وجدت أيا منها في مكتبات في مصر"، بينما ذيلت الإعلان بعبارة تقول: "الرئيس مبارك.. قم بسحب فاروق حسني الآن من الترشح مديرا عاما لليونسكو".

وجاء في الإعلان، الذي تعتزم المنظمة نشره في صحف أوروبية كبرى: "هل تتخيلون رجلا يؤيد حرق الكتب يترأس منظمة دولية موجودة لحماية تراث الحضارة العالمية؟ لكن هذه هي الآراء المخزية لفاروق حسني، الرجل الذي تريده مصر أن يترأس اليونسكو إن اختياره سيمثل انتهاكا".

وربط إعلان المنظمة تصريح حسني عن حرق الكتب بممارسات النازية التي تمثلت في "إحراق النصوص المقدسة والكتب المقدسة.. لأنهم علموا أنهم إذا دمروا الثقافة فإنهم يستطيعون تجريد الشعوب كلها من الإنسانية وتدميرهم" بحسب الإعلان.

وأضاف الإعلان متهما حسني بتأييد هذه الممارسات: "إن رجلا يؤيد واحدة من أفظع الجرائم ضد الثقافة والحضارة ينبغي ألا يكون قائدا لليونسكو".

ورصدت المنظمة، التي تراقب الانتقادات الموجهة لإسرائيل في الإعلام العربي، رصدت أيضا العديد من تصريحات الوزير المصري لصحف ووسائل إعلام مصرية وعربية، يعود بعضها إلى عام 2000، اعتبرتها تعبر عن "العداء لإسرائيل والثقافة الإسرائيلية".

وقال جلين ليوي، رئيس الرابطة، وأبراهام فوكسمان، مدير الرابطة في بيان أمس الاثنين: "لقد عزز فاروق حسني طوال توليه لمنصبه بشكل مستمر السياسات التي تتنافى مع المبادئ المؤسسة لليونسكو من خلال معارضته الراسخة للتبادل الثقافي مع إسرائيل وعدائه للثقافة الإسرائيلية".

وأضاف البيان: "رغم أن إسرائيل ومصر في سلام منذ عام 1979، ورغم أن اتفاق السلام يطالب بعلاقات ثقافية طبيعية فإن السيد حسني رفض السماح بأي مشاركة إسرائيلية في الأحداث الثقافية الرئيسية في مصر مثل معرض القاهرة السنوي للكتاب ومهرجان الأفلام".

المصدر: وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك.