صحيفة أمريكية: دور مصر الحساس رجح كفتها على إندونيسيا في اختيار أوباما

قال الدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أن "اختيار الرئيس الأمريكي باراك أوباما القاهرة لتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامي له دلالاته الهامة ومغزاه الحقيقي".

وأضاف أبو المجد إن ذلك "يعني أن مصر بحكم موقعها في قلب العالم الإسلامي وما لها من تأثير ودور محوري في المنطقة تعد أفضل المواقع لإطلاق الرسالة منها" .

وأضاف أن "مصر من هذا المنطلق عبرت عن توجهها الفعلي نحو السلام بعقدها معاهدة سلام مع إسرائيل وأيضاً باعتبارها من الناحية الثقافية دولة تصدر الاعتدال وتعبر عنه بمؤسساتها الدستورية وبالأزهر الذي لاتزال مرجعيته الوسطية والاعتدال تؤثر في العالم الإسلامي كله".

وأشار أبو المجد - في تصريح يوم الأربعاء إلى "أن قرار الرئيس باراك أوباما بتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامي من القاهرة "خطوة ذكية" تكشف الحرص الأمريكي على قطع حالة الفتور والتوتر التي سادت العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي، وهي نقلة هامة يحرص أوباما على تحقيقها والإعلان عنها من خلال خطاب القاهرة .

وأعرب عن اعتقاده بأن أوباما سيحرص في خطابه على إظهار أن الولايات المتحدة حكومة وشعباً لا تعتبر نفسها في حالة حرب عدائية ضد العرب والمسلمين .

وتوقع أن ينتهج أوباما وإدارته الجديدة نهجاً أفضل كثيراً مما جرى في عهد الرئيس السابق جورج بوش ، وقال"غير أن هذا التغيير لن يتم بين يوم وليلة وهو ما يحتاج إلى جهود مصرية وإسلامية حتى نصل إلى تغيير حقيقى في الموقف الأمريكي".

واختتم نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان تصريحه بالقول "إن المآل النهائي لهذا المشهد لا يحدده الرئيس أوباما وحده وإنما يحدده أيضاً العالمين العربي والإسلامي".

وأضاف أن توحيد الكلمة ووضوح الرسائل الصادرة من العواصم العربية والإسلامية هي شروط أساسية لنجاح الحوار مع أمريكا في عهد أوباما خاصة في هذا المنعطف الهام من أوضاعنا العربية والإسلامية وأوضاع المجتمع الدولي .

وفي نفس السياق، أكد تحليل لصحيفة أمريكية واسعة الانتشار يوم الثلاثاء أن دور مصر "الحساس" في المنطقة دفع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تفضيل مصر عن إندونيسيا لتكون منبراً لخطاب أوباما للعالم الإسلامي في 4 يونيو 2009.

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الثلاثاء في تحليل لها إن اختيار أوباما لمصر جاء نتيجة دورها "الحساس" الذي تلعبه في المنطقة، بعد جدل كبير جرى في البيت الأبيض الذي رشح إندونيسيا في المقام الأول لتكون منبراً لمخاطبة أوباما للعالم الإسلامي.

وجاء في التحليل الذي أعده الصحفي الأمريكي جيرالد سيب: "لكن في النهاية قررت الإدارة أن خطاب 4 يونيو الذي يهدف إلى مخاطبة خمس سكان العالم، أي المسلمين، سوف يتم إلقاؤه من مصر".

وقال سيب في مقاله، الذي نُشر بعنوان "اختيار أوباما يبرز دور مصر"، إن قرار أوباما باختيار مصر وصرف النظر عن إندونيسيا التي تحتوي على أكثر السكان المسلمين في العالم هو لأنه "ببساطة لن يتحدث إلى المسلمين عن الدين والثقافة، ولكنه حتماً سوف يتكلم عن الانقسام السياسي الأساسي في العالم الإسلامي اليوم، والذي يبدأ في الشرق الأوسط وتلعب فيه مصر دوراً حساساً".

وأشار سيب في تحليله إلى إن اختيار أوباما لمخاطبة العالم الإسلامي من مصر هو نتيجة "الانقسام بين الإسلام المعتدل والمتطرف، ودور مصر الجوهري في هذه الجدال".

وأوضح سيب أن ما أشار له بالجدال بين "الإسلام المعتدل والمتطرف" يتضح على نطاق أوسع بين "الحكومات المعتدلة التي ترغب في التحالف مع الولايات المتحدة، مثل مصر والسعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والسلطة الفلسطينية، وبين محور التطرف الذي تقوده إيران ويتضمن سوريا وحزب الله وحماس وشظايا القاعدة المختلفة وزاد عليه بلاد مثل قطر".

وأشار سيب إلى أن مواقف بعض البلاد العربية مثل لبنان من الولايات المتحدة مازالت معلّقة، معتبرا أن موقف العلاقات الأمريكية اللبنانية سوف يتحدد بعد "الانتخابات الحساسة في الشهر المقبل".

وعن مكان إلقاء أوباما للخطاب في مصر، نفت السيدة مارجريت وايت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في مصر تحديد المكان الذي سيوجه فيه الرئيس باراك أوباما خطابه للعالم الإسلامي ، مؤكدة أنه لم يتحدد حتى الآن هذا المكان.

وقالت وايت - في بيان وزعته السفارة الأمريكية لدى مصر - "إن فريقاً من البيت الأبيض زار مؤخراً مصر وعقد لقاءات مع المسئولين المصريين للإعداد لزيارة أوباما، موضحة أن الغرض من زيارة أوباما هو توجيه خطاب للعالم الإسلامي والتطلع لعقد مباحثات مع الرئيس حسني مبارك.


المصدر: وكالة (أنباء أمريكا إن أرابيك ، الشرق الأوسط