البشير يواجه الجنائية الدولية بزيارة دارفور

في رد عملي علي مزاعم المدعي العام للمحكمة الجنائية،‮ ‬وفي خطوة وصفت بأنها أكثر من شجاعة خاطب البشير عشرات الآلاف من أبناء دارفور من سيارة مكشوفة توسطت هذه الجموع الغفيرة واستهدف النظام السوداني ابلاغ‮ ‬العالم عدة رسائل من هذه الزيارة علي رأسها أن إقليم دارفور آمن ومستقر بدليل وجود رئيس متهم بإبادة ابنائه بين كل هذه الجماهير وفي الهواء الطلق‮ ‬يتحدث إليهم دون أن يخشي استهدافه من أبناء الاقليم،‮ ‬والثانية هي رد أبناء الاقليم نفسه علي تلك المزاعم عبر شعارات الترحيب والتهليل والفداء التي نقلتها عدسات المصورين وغطت كل شوارع مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور كما تعكس إلي حد كبير روح التماسك‮ ‬والالتفاف التي كانت إحدي ايجابيات اتهام المحكمة الجنائية فقد احدثت الاتهامات

روحا جديدة علي سودان الخمسمائة قبيلة إذ تداعت الاحزاب والقبائل السودانية في الجنوب والشرق والغرب لتقف متوحدة في مواجهة استهداف السودان في شخص رئيسه‮.‬
الحركة الشعبية التي دخلت في حرب طاحنة مع الجيش السوداني منذ ثلاثة أشهر في مدينة ابيي تقف الآن خلف البشير باعتباره صمام الأمان لاتفاقية السلام‮.‬
وقال سلفا كير رئيس حكومة الجنوب إن علي المحكمة الجنائية أن تمنحنا الفرصة وتؤجل توجيه الاتهامات،‮ ‬لأن الحكومة يجب أن تكون قادرة علي تنفيذ اتفاقاتها‮.‬
وتشكل اتهامات لويس اوكامبو للبشير خطرا كبيرا علي السلام مع الجنوب الذي وقع في يناير ‮٥٠٠٢ ‬لأن‮ ‬غياب البشير ونظامه‮ ‬سيؤدي لانهيار الاتفاق،‮ ‬ويعيد من جديد شبح الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب،‮ ‬وبين الجنوب والجنوب،‮ ‬حيث تستعر الخلافات بين قبائل الدنكا والشلك والنوير من ناحية،‮ ‬والقبائل الاستوائية كالزنادي واللاتوكا والياريا والاشولي من ناحية أخري،‮ ‬وهو الخلاف الذي أفشل اتفاق أديس أبابا عام ‮٢٧٩١ ‬باعتبار أن الدنكا تهيمن علي السلطة والثروة وتحرم القبائل الأخري منها‮.‬
ويري فريق من المراقبين أن الولايات المتحدة التي سعت وضغطت علي نظام البشير لتوقيع الاتفاق تراجعت تماما عن هذه السياسة وتستخدم جميع الطرق السياسية والأمنية لإفشال الاتفاق الذي سمح للسودان ببدء خطوات جادة نحو بناء الدولة وتشكيل نموذج فيدرالي يعطي الولايات الحرية المطلقة في إدارة شئونها مع الحفاظ علي دور المركز في الخرطوم‮.‬
وجاءت اتهامات اوكامبو كخطوة استباقية لإنهاء أزمة دارفور حيث نقلت تقارير منظمات التبشير في دارفور اتجاهات متصاعدة لأبناء الاقليم نحو السلام،‮ ‬خاصة بعد فشل المحاولة الانقلابية التي نفذتها حركة العدل والمساواة في العاشر من مايو الماضي وأوضحت التقارير أن‮ ‬شعورا بالصدمة والاحباط ساد ابناء الاقليم من المتمردين سرعان ما تحول إلي رغبة جامحة في المصالحة مع النظام،‮ ‬وهو ما ظهرت ملامحه بشكل مباشر اثناء زيارة البشير للإقليم الاربعاء الماضي حيث التف الآلاف من قبائل الفور والزغاوة والمساليت بشكل خاص حول البشير واعلن زعماؤهم الوقوف خلف قيادته في مواجهة الاتهامات،‮ ‬وكان أوكامبو قد زعم أن البشير استهدف هذه القبائل بالإبادة وهو الزعم الذي أبطلته تناقضات تقارير أوكامبو نفسه،‮ ‬حيث اعلن في العام الماضي أن النظام السوداني متهم بإبادة مائتي ألف من أبناء دارفور من القبائل الافريقية وعددها ‮٤٧ ‬قبيلة،‮ ‬وذلك في إطار اتهامه للوزير أحمد هارون والقائد علي كوشيب وعاد هذا العام ليعلن أن البشير والنظام السوداني متهمان بإبادة ‮٥٣ ‬الفا‮ ‬من أبناء دارفور وكأن هناك ‮٥٦١ ‬ألفا قد عادوا للحياة مرة أخري منذ العام الماضي كما أن إبادة ‮٤٧ ‬قبيلة العام الماضي تم اختصارها إلي ثلاث قبائل فقط هذا العام،‮ ‬واتهامات أوكامبو التي اعتمدت علي ما سماه‮ '‬نية‮' ‬البشير وليس استنادا إلي أدلة تسير في ذات الاتجاه المتناقض والمحكم الخداع الذي تدير به إدارة بوش العلاقة مع السودان فعندما تمت دعوة جميع فصائل التمرد لمفاوضات ابوجا عام ‮٦٠٠٢ ‬التزمت واشنطن ولندن وباريس والعواصم الغربية باعتبار أي فصيل يرفض توقيع الاتفاق فصيلا إرهابيا ويجب القبض عليه ولكن فصيلا‮ ‬من حركة تحرير السودان فقط هو الذي وقع علي اتفاق ابوجا في مايو ‮٦٠٠٢ ‬وفي اليوم التالي للتوقيع وتخلف الفصائل منحت هذه العواصم الزعماء الرافضين وثائق سفر وحق الإقامة وفرصا‮ ‬دائمة للقاء الرؤساء وكبار المسئولين لديها وكلما اقتربت الحكومة السودانية من توقيع اتفاق مع فصيل تخرج تقارير أوكامبو ومنظمات حقوق الإنسان الأمريكية والعفو الدولية ومئات المنظمات الأوربية لتتحدث عن عمليات إبادة وتطهير عرقي وهو ما شجع زعماء التمرد علي رفض الدخول في مفاوضات أو التوقف عن حرب الاستنزاف التي تشنها من الحدود التشادية‮.‬
ولم يكن مصادفة أن تعلن الخارجية الأمريكية نبأ اتهام البشير بارتكاب جرائم حرب قبل توجيهه من المحكمة الجنائية بأربعة أيام فقد نجحت إدارة بوش في تحويل قضاة المحكمة ومدعيها إلي مجرد موظفين لديها‮.‬
يقول الدكتور مطرف صديق وكيل الخارجية السودانية‮: ‬اننا نتحدي أن تكون لدي واشنطن مطالب محددة لإنهاء الأزمة في دارفور،‮ ‬ونتحدي أن تكون هناك أجندة واحدة ومحددة تحدد مطالب المتمردين‮.. ‬هم يريدون الحرب واشعال الأزمة لإسقاط السودان،‮ ‬ولم يعلنوا حتي الآن مطالب أو شروطا‮ ‬للتفاوض وعلي الرغم من وضوح اهدافهم إلا أنهم ارتكبوا وتخبطوا في اختلاق الأدلة والاتهامات لأننا لم نستثن أحدا من التفاوض حتي حركة العدل والمساواة التي قادت محاولة الانقلاب علي السلطة‮. ‬وتساءل صديق‮: ‬كيف نقيم محاكمات عادلة لمن زحفوا للعاصمة يريدون اسقاطنا ونبيد من بقي هناك من المدنيين علي مسافة ألفي كيلومتر من العاصمة،‮ ‬عندما بدأت ارهاصات التمرد في دارفوزر كان ابراهيم سليمان‮ ‬وزيرا للدفلاع والفريق عباس عربي رئيسا للأركان وهما من ابناء دارفور وكان هناك سبعة وزراء في الحكومة الاتحادية من أبناء دارفور وكان الولاة الثلاثة لولايات دارفور ومازالوا من أبناء دارفور‮.‬
كما كان ‮٠٢‬٪‮ ‬من اعضاء البرلمان من ابناء دارفور بخلاف مجالسهم التشريعية الولائية الثلاثة وجميع قادة القوات المسلحة والجنود في دارفور من أبناء الاقليم وكذلك الشرطة والوزراء والقيادات التنفيذية فهل اتفق جميع هؤلاء علي ابادة اهلهم في دارفور؟‮ .‬
الأزمة في دارفور إذن اختطفتها واشنطن وعواصم الغرب وحولتها عبر منظمات التبشير والاغاثة والمجتمع المدني إلي‮ '‬حقائق مرعبة‮' ‬جعلت منظمات مصرية تصدقها وتتبني خطابها‮. ‬ويفسر المراقبون سر تماسك النظام السوداني‮ ‬بمعرفته جميع الأكاذيب التي نجحت‮ '‬الميديا‮' ‬الأمريكية في تحويلها إلي حقائق خاصة ان دارفور لم تكن منطقة معزولة عن العالم،‮ ‬فهناك عشرات الآلاف من مختلف انحاء العالم يقيمون بها ويمارسون اعمال الأمن والرقابة اضافة إلي ‮٠٤١ ‬منظمة‮ ‬غربية تعمل هناك منذ اندلاع الأزمة عام ‮٣٠٠٢‬،‮ ‬وزار دارفور اكثر من ‮٠٠٦ ‬وفد دولي وممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وممثلين لمعظم وسائل الإعلام في الكرة الأرضية ولم يسجل اي من هؤلاء مشاهدته لأعمال ابادة أو مقابر جماعية،‮ ‬ولكن فقط منظمات حقوق الإنسان الأمريكية ومحكمة العدل الدولية - التي لم يزر ممثلها أوكامبو دارفور - هي التي تتحدث عن أعمال ابادة‮.‬
وهكذا يمكن تفسير شجاعة البشير بزيارة دارفور بعد أيام قليلة من إدانته بعشرة اتهامات ضد الإنسانية في دارفور وإعلانه خطة شاملة للتنمية لا يستثني منها حتي حركات التمرد التي ترفض مجرد الدخول في مفاوضات‮.‬
ويبقي سؤال اخير يطرحه المراقبون والمهتمون بالشأن السوداني هو‮: ‬لماذا لم تضم أي من حركات التمرد ال‮٧١ ‬زعيما‮ ‬قبليا‮ ‬واحدا‮ ‬من بين اكثر من ‮٠٧ ‬قبيلة في دارفور؟ كيف ترتكب قوات عسكرية وأمنية مكونة بنسبة مائة في المائة من ابناء دارفور جرائم ابادة ضد أهلهم وقبائلهم في دارفور؟

المصدر الاسبوع

نعم

هم يقولون ونحن نقول
وهم يكذبون ونحن ننفى

ان تقرير مدعى العام للمحكمة الجنائية ما هو الا طلقة رصاص فى الهواء
تهيج الحمام وتدخل فى الشقوق الجرزان

فتنكشف الارض للعدو وتظهر النوايا بنتظار رد الفعل وبناء عليه يتحركون

جعلو صدام حسين عدوا للعرب ثم عرفوا كيف يصطادوه هو وشعبه وبتروله
فسلم العرب العراق على طبق من ذهب
هم يعلمونان كل رئيس وحاكم يقول نفسى نفسى
ها هو البشير وحده
كما كان صدام وحده

وكما كان بشار وحده قبل ان يجد ضالته فى ايران
هل كتب علينا الانتظار الى ان يفتح علينا الشمال و الجنوب
ثم نغنى بعدها قم يا مصرى مصر دايما بتناديك خد بنصرى نصرى دين واجب عليك
الى متى ستظل السيناريوهات الغربية تصور على ارضنا وندفع نحن من اموالانا ودمائنا تكاليف انتاجها واخراجها
الى متى!!!

ستظل الي ان تقوم الحرب وتصبح واقع لا مفر منة
ومصر والعرب ومبيعملوش حاجة غير الكلام وبس فعل مفيش
وديما كلامنا الحضارة والفراعنة عملوا احنا احفاد الفراعنة والعرب كدة بردة الفخر بالقبائل وجنسيتهم ولكن احنا عملنا اية ولا حاجة والحكام العرب هيحصدوا سلبتهم دي
عن قريب وامريكا هتتسلي علينا واحد واحد لاننا دول متفرقة وجبانة